بعد شهور من التمارين والتدريبات بالحمامات انفصل الثنائي المنصف ذويب وسفيان الشعري ليسقط مشروع« مواطن صالح» في الماء..لنكتشف بأن لكل الفنانين «عذره معه» فسفيان الشعري يتعذر عليه استكمال التدريبات واعداد المسرحية نظرا لارتباطه بمسلسل «شوفلي حل» ومن ثمة يصعب عليه المغامرة «والمقامرة» بشعبيته التي صنعها المسلسل..
والمنصف ذويب من جهة اخرى لا تروق له «البطالة» الفنية..كما لا يعترف بالفشل ولذلك جمع ملفات مسرحيته وعرضها على الممثلة وجيهة الجندوبي لتستأنف التدريبات تحت عنوان «مدام كنزة»..هذا العمل الذي عرض في ثلاث سهرات متتالية بفضاء الحمراء بالمرسى في منتصف شهر جوان 2010 ..
يواصل المنصف ذويب في هذا العمل الاشتغال على نقد المجتمع التونسي بفكاهته النصية المعهودة والتي اصبحت تعرف به ويعرف بها…
تحويل «وجهة» العمل الى وجيهة..اضاع على ذويب فرصة برمجة العمل في المهرجانات الصيفية..كما ان تغيير الممثل فوّت على المخرج فرص سمر رمضان..
و«رب ضارة نافعة» فتزامن انطلاق العروض الاولى للعمل مع بداية الموسم الثقافي الجديد يمكن ان يمثل ورقة رابحة لفريق المسرحية لتزور البلاد بالطول والعرض قبل موعد مهرجانات صائفة 2009..
تبدو حكاية المسرحية بسيطة اذ تستعيد «مدام كنزة» (وجيهة الجندوبي) من خلال طريقة «الوان وومن شو» تفاصيل حياتها اليومية وهي تقف بانتظار ابنها… تمر الحكايات دون خيط رابط بينها ماعدا «ضمار» الفنانة المتألقة وجيهة الجندوبي والتي اضافت من موهبتها وحضورها الركحي القوي الشيء الكثير الى نص ذويب وفكاهته اللاذعة واسلوبه المشوق..
تظل هذه المرأة الشابة تبحث عن ابنها وتسرد تفاصيل حياتها مع زوجها وعائلة زوجها القادم من صفاقس وهنا يسهب ذويب في نقد«الصفاقسية» كما تستعرض مدام كنزة جزئيات التربية والتنشئة العائلية وصدام الاجيال وصعوبة التوفيق في تربية الاجيال الناشئة وخطر الاغتراب الثقافي والحضاري.
المنصف ذويب نجح كذلك في اظهار وجيهة الجندوبي في هيئة سيدة كهلة في الخمسينات من خلال تقاسيم وجهها وتضاريس جسدها..مما يجعلنا نتذكر الدور التنكري الناجح الذي قام به سينمائيا الممثل الامريكي روبن وليامز في فيلم «السيد داوتفاير»الى جانب النجمة سالي فيلد ..ولعل ما يربط تشابه الشخصيتين هو التنشئة الاجتماعية للطفل والعلاقات المشوشة مع الاولياء..
تسرد «مدام كنزة» علاقتها الفاترة مع عائلتها زمن صباها..ونظرتها الساخرة نحو عائلة اصهارها وحماتها وزمن صبا ابنها ودلاله الطفولي..والذي غاب عن المنزل بين عشية وضحاها..
«مدام كنزة» هو لقاء فريد وناجح بين نص المنصف ذويب الساخر دوما والمتلاعب بالالفاظ والحافر في شخصيتنا وسلوكياتنا الاجتماعية الاسرية وبين الموهبة الكبيرة للممثلة وجيهة الجندوبي والتي تمكنت من تقمص ادوار عدة مثل «البناي» والعجوز و«الطفل» ورئيسة جمعية نسوية للدفاع عن البدناء وذوي الشحوم الزائدة..
وهو ما يجعلنا نتساءل عن مدى الاضافة التي كان يمكن ان يقدمها سفيان الشعري الممثل في تقمصه لشخصية «امرأة» وهو دور سبقه اليه الكثيرون من اسماعيل ياسين الى عبد السلام البش الى روبن وليامز..
هذا التناقض كان سيكون قطب العمل ولكن لمسات المنصف ذويب وحضور وجيهة الجندوبي وادائها المقنع والمكثف فوق الخشبة جعل من «مواطن صالح» شبحا من الماضي امام الحضور اللافت لمدام كنزة.
حجم ملف الفيديو 40 ميجا
مدة الفيديو 11 دق و 54 ثانية.
مقطع الفيديو مرفوع على اكثر من سيرفير
روابط التحميل
Rapidshare
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]Megaupload
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]Hotfile
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]Uploading
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]2Shared
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] كلمة فك الضغط هي رابط المنتدى
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]Mot de passe
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]