ال شهود عيان إن الثوار في مدينة الزاوية غرب العاصمة الليبية طرابلس تمكنوا من دحر الكتائب الموالية للعقيد معمر القذافي التي اقتحمت المدينة صباح اليوم، مشيرين إلى تمكن الثوار من إعطاب عدد من الدبابات والسيارات العسكرية.
وقال الناشط السياسي محمد سالم في اتصال هاتفي مع الجزيرة إن كتائب القذافي حاولت اقتحام ما بات يعرف بميدان الشهداء الواقع وسط المدينة، لكن الثوار تمكنوا من دحرهم وتأمين الميدان -الذي بدأ الناس يتوافدون إليه- بعدما فجروا بضع دبابات لتلك الكتائب.
وأكد أن كتائب القذافي خرجت من الزاوية وعادت إلى مواقعها الأولى باستثناء عدد من القناصة المتمركزين فوق بعض المباني وسط المدينة الذين يحاول الثوار التعامل معهم، متوقعا مزيدا من الهجمات العنيفة في الفترة المقبلة.
وأضاف أن حصيلة مواجهات اليوم أسفرت عن مقتل خمسة جنود وأسر ثلاثة آخرين، بينما سقطت مجموعة من القتلى والجرحى في صفوف الثوار والمواطنين بعضهم برصاص القناصة، مضيفا أنه لا يمكن إحصاء عدد هؤلاء الضحايا لأن من يصاب كان ينقل إلى المستشفى مباشرة.
بدوره أشار الناشط عبد الجبار الزاوي إلى أن قوات القذافي قطعت الكهرباء عن معظم أجزاء المدينة منذ مساء أمس ثم قام أكثر من ألفي مقاتل قبل بزوغ فجر اليوم مسلحين بالدبابات وسيارات الجيب العسكرية بدخول المدينة من ثلاثة محاور.
وأضاف أن الاشتباكات مع الثوار بدأت الساعة السادسة صباحا واستمرت حتى العاشرة حيث تمكن الثوار من دحر قوات القذافي وإعطاب أربع دبابات وأكثر من أربع سيارات عسكرية مستخدمين قنابل يدوية محلية الصنع كانت تستخدم لصيد الأسماك تم تعديلها وتطويرها من قبل شباب الثورة.
كما أشار إلى مقتل ثمانية جنود وأسر ثلاثة آخرين، في حين قتل نحو 25 من الثوار وأصيب أكثر من 40، موضحا أن بعض الجنود هربوا من ساحة المعركة بعدما خلعوا ملابسهم العسكرية وأن المواطنين يمشطون المدينة بحثا عنهم.
وقال إن كتائب القذافي تعيد حاليا تمركزها على بعد 15 كيلومترا شرق الزاوية، معبرا عن اعتقاده بأنهم لن يجرؤوا على دخول المدينة -التي قطعت عنها الكهرباء ووسائل الاتصال- مرة أخرى بعد ما شاهدوه من مقاومة.
بدوره أشار الناشط السياسي محمد الزاوي في اتصال هاتفي مع الجزيرة إلى الصعوبة البالغة التي يواجهونها في إسعاف الجرحى، مؤكدا أن القناصة كانوا يطلقون النار على المصابين بهدف قتلهم.
عشرات القتلى وأكثر من ألف جريح بانفجار وادي القطارة (الجزيرة)
وادي القطارة
من جهة أخرى ذكر مراسل الجزيرة في بنغازي بيبة ولد أمهادي أن عشرات القتلى وأكثر من ألف جريح معظمهم مدنيون سقطوا في انفجار ضخم استهدف مخازن ذخيرة في بلدة وادي القطارة شرق بنغازي.
وأضاف المراسل أن الانفجار -الذي وقع في منطقة يسكنها عمال آسيويون- كان شديدا جدا حيث تناثرت أشلاء بشرية وقطع سيارات وأبنية على بعد مئات الأمتار من مركز الانفجار نفسه.
وقد غصت مستشفيات المدينة بجثث القتلى المشوهة والجرحى، في حين لا يزال البحث جاريا عن ضحايا آخرين بين أنقاض الدمار.
ورجحت مصادر في بنغازي أن يكون الانفجار وقع بسيارة مشبوهة، في حين نقل المراسل عن شاهد عيان قوله إنه شاهد أربعة رجال يتسلقون سور المعسكر ويضرمون النار في المخازن لتتكفل الذخيرة الموجودة بالباقي.
الثوار استولوا على مدينة رأس لانوف بعد معركة شرسة مع كتائب القذافي (الجزيرة)
رأس لانوف
بالمقابل احتفل أهالي بلدة رأس لانوف النفطية المطلة على البحر المتوسط، حتى وقت متأخر من مساء أمس بسيطرة الثوار على البلدة -التي كانت آخر ميناء لتصدير النفط بقي تحت سيطرة القذافي- بعد معارك عنيفة مع الكتائب الموالية للقذافي.
وردد الثوار هتافات منددة بنظام العقيد الليبي وبالتهديدات التي تضمنتها تصريحاته منذ بداية ثورة 17 فبراير/شباط.
وقال الثوار إنهم استولوا على البلدة -التي توجد فيها مصفاة ومرفأ للنفط- بعد أن طردوا منها قوات موالية لنظام القذافي إثر هجوم عسكري على مشارفها.
وكان آلاف الثوار المسلحين في مدينة العقيلة في الشرق -التي سيطروا عليها في وقت سابق- والغراميد قد زحفوا نحو منطقة رأس لانوف لمساندة الثوار هناك بعد أنباء وردتهم عن انشقاق داخل الكتيبة الأمنية الموالية للقذافي في تلك المنطقة.
قطع الإنترنت
ومع تصاعد المواجهات بمختلف أنحاء ليبيا، ذكرت شركات إنترنت أميركية أن السلطات الليبية قطعت بشكل تام الإنترنت عن البلاد.
وقالت شركة أمن الشبكات "آربور نيتوورك" ومقرها ماساشتوسيتس، أمس إن حركة انسياب المعلومات القادمة من ليبيا وخارجها قد توقفت ابتداء من الخميس ظهرا بتوقيت شرق الولايات المتحدة.
كما أظهر تقرير الشفافية لشركة غوغل، الذي يظهر حركة المرور على مواقع الشركة من عدة دول، أن حركة مرور المعلومات على الإنترنت انخفضت إلى الصفر في ليبيا، فيما يبدو أنه محاولة لحجب أنباء ما يحدث في ليبيا عن العالم الخارجي.